الأحد، 20 يوليو 2014

أبا سليمــان



قال سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه: (لقد شهدتُ مائة زحفٍ، وما في جسدي موضع شبرٍ إلا وفيه ضربةٌ، أو طعنةُ رمحٍ، أو رميةٌ بنبلٍ، ثم هاأنذا أموت على فراشي كما تموتُ البعيرُ، فلا نامتْ أعينُ الجبناء). هذه هي الشجاعة يا أبا سليمان، كنتَ ترجو أن تنال الشهادة في سبيل الله، لكنها مشيئة الأقدار، فكم من جبانٍ اليوم يتزيّا بزيِّ الشجعان..



أبا سليمان...

"فلا نامت أعين الجبناء"

 

1

أَوَ كلّما أوقدتَ باسمِ الفقرِ حرباً

فاجأًتْكَ رمالُنا بالعشبِ

وانْطَفأَتْ قبائلُ كانَ يهتفُ باسمِها الأعرافُ.

 

2

أَوَ كلّما أيْقَنْتَ أنَّ الحبَّ قافيةٌ

تُنازعُكَ القفارُ بِمُلكها.

 

3

وهناك ترسمك الرمالُ سحائباً/ ماءً

فعُدْ لدفاترِ التقوى

أَنِرْ ليلَ الغريبِ وقلْ:

-غياهبُ هذه الأسماء تسكنني

ولم أر في غبار البدء غير قبيلتي.

 

4

-دربان أيهما يشابه عزلتي؟!

هل للحقيقة أنتهي

أم أرتدي ثوب اغترابْ؟!


5

اعبرْ تفاصيل الحياة تأملا

عَلِّقْ نداءَكَ غازياً

إني رأيتُكَ تُوقد المصباح ذات تجولٍ

لا تنس أسماء المعارك

كيف أوقفْتَ التمرد خلف ذاك النهر

كنتَ تواجه الكلمات

وحدكَ جئتَ حرفا في مواجهة القصيدةِ.

 

6

والشام يستلقي كأغنية بكفِّكَ

فامْنحِ الشام النداءَ

لعله يُدْنِي الصدى

ويعيدُ أسئلة تمرُّ ببابكَ الخزفيِّ

هل أطلقتَ كفَّكَ بالدعاء لقرية؟!

رغدا أتاها حلمها

فأذاقها من كأس هذا الليل

وحدكَ كنتَ أغنية

فأين حداةُ هذا الركب؟

أين محابر التاريخ تكتبُ سيرة الفقراء

تكتب عن تقاسيم البلادِ

فأينَ كُنْتْ؟!

 

7

ما مرَّتِ الأضواءُ إلا واحتفيتَ بدمعةٍ

يكفيكَ شُبّاكٌ لتحتضنَ المساءْ

 

8

ألقتْ إليكَ جهاتُنا ترتيلةَ العشاقِ

فاحملْ سيف نصركَ

لم تَعُدْ إلا القصيدةُ وجهةً

يَرِدُ العدوُّ إليكَ من أحزانها

واسكُبْ جِرارَ الشعرِ

لستَ بآخرِ الأسماءِ في سطر القصيدةِ.

 

9

تقتاتُ من كفَّيكَ ما جادتْ به الأصداءُ..


أَتَركْتَ كلَّ قبيلةٍ

              تحكي لمن قد جاءوا..


الشوق هَدَّ حجابَها

                  والصبحُ والأضواءُ..

 

وبآخرِ الصحراءِ.. كان الفتحُ والإسراءُ

 

جهراً تنام

         كأنما بُسِطَتْ لكَ الصحراءُ

 

مَنْ قامَ يُدلي دلوَهُ..  ما فاتَهُ الإرواءُ
 

10

أسرارُ بِيدِ العُرْبِ كيفَ حَمَلْتَها؟

وَمَضَيْتَ تقتادُ السرابَ إلى نهايتِهِ

فلا ظمأٌ يُسايرُ صمتَكَ المحفوفَ بالصلواتِ

أنتَ حكايةٌ

سقطَتْ بآخرها القبائلُ

 وانتهتْ أحلامُها..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق