الثلاثاء، 11 يناير 2011

قراءة في قصيدة «كظل يقرأ منفى الرمل» لخالد المعمري

قراءة في قصيدة «كظل يقرأ منفى الرمل» لخالد المعمري



الثلثاء, 11 يناير 2011


الفائزة بالمركز الأول في مهرجان الشعر السابع


أحمد بوهاني

الموت فضيحة الشاعر، فضيحته التي لا تغتفر. لماذا؟ يقول الأديب والناقد الفرنسي موريس بلانشو: «إن الشاعر، ككل إنسان يتكلم ويكتب، يموت دائما قبل أن يدرك الصمت، ولهذا فإن موته يبدولنا دوما سابقا لأوانه، كذبة تتوج صرحا من الأكاذيب»(1)


إن قصيدة خالد بن علي المعمري "كظل يقرأ منفى الرمل"، تلخص في بعض محاورها الرئيسية هذا السعي المضني إلى الصمت، صمت اللغة، ومن ثمَّ صمت الخطاب الشعري. إن كان للشعر من وظيفة أوجدوى فإنما هي محاولة تخليص الخطاب من الحضور الكثيف والمرهق للأشياء ولعقلانية الخطاب نفسه. من هنا يمضي الشاعر "لأرصفة الكلام الهش" موقنا أن لا سبيل أمامه لكسر صلابة الأشياء وثقل اللغة سوى ما يتيحه الشعر من أكاذيب. وعلى هذه المسافة الفاصلة بين حقيقة الخطاب المثقلة بالمادي والمحسوس وبين رغبة الشاعر في إسكات الخطاب وإفراغه من ماديته، على هذه المسافة كتب خالد المعمري قصيدته.


«الآن تختصم المسافة في جرائدك القديمة؟!».


هذه المسافة الطويلة أواللامتناهية التي يطمح الشاعر إلى قطعها هي الساحة التي تتحرك فيها ذات الشاعر المليئة بشوق إلى الغياب يصل حد الشبق. ولما كانت هذه الساحة ملكا خاصا لشاعرها، كان له حق المشي على "إسفلتها" وحق إعمارها بما شاء.


فلننسحب قليلا من ساحة الشاعر الخاصة ولنعلُ بنظرتنا لنرصد من الأعلى حركة الشاعر (أي إيقاع القصيدة) وسط هذه الساحة: في منطقته الحرة يستحضر الشاعر ما غاب منه، من ماضيه ومن ماضي المكان، ذكريات تؤثث غربته النفسية وتعينه على احتمال العزلة واستيعابها. هاهنا "كوخه المهدوم" و"أكوام قش"، هناك "سلالم هجرة كانت هنا" وهنا "غابات النخيل". هكذا تبدوالمسافة أقل غربة وانفصالا عن الشاعر وقد أعمرتها "أغنيات طفولة". ولكن الماضي الشخصي للشاعر وللمكان وهم ينكشف كلما استدرجت المسافة الشاعرَ إلى ظلمائها. هذا الوهم بقدر ما يؤثث القصيدة ويمنحها بعدها الذاتي بقدر ما يمعن بالشاعر في عزلة ومنفى لا متناهيين. من ثمة نرى الشاعر "يحتسي كل المسافة" الفاصلة بين ذاته وبين المأساة اليونانية ليحضر "سيزيف" إلى ساحته الشخصية المتدثرة بكثبان الرمال والصمت. ترصد الكاميرا حركات الشاعر وهو يتوحد في طيفه الأسطوري لينصهر معه في طول المسافة ووحدة المعاناة:


"سيزيف" يكتب عن صحارى لم تكن،/عن صخرة ألقت بكل حكاية للأرض/قال رواتها :/لا عشبة تهب الخلود لمن يرى أن/الممات كظلنا"


ولا يولّد هذا التماهي مع "سيزيف" ومأساته إلا وحشة وقفرا في أرجاء الساحة الخاصة بالشاعر، مما يجعل المسافة داخل هذه الساحة فضاء نكرة يسكنه المجهول. هكذا تُنزع الألفةُ والسكينة عن أكثر الأشياء حميمية لدى الشاعر فيتسع المدى المسكون بالقفر واليباب. الصحراء، هذا اللامتناهي من المكان والزمان، لطالما وضعت الشاعر العربي أمام وحشة لا تدرك وأمام خلاء يتعدى قدرة اللغة على التسمية وعلى الإدراك. ولكن قسوة المشهد وفظاعة الصورة في ساحة المعمري تتجاوز ما ألفه الشاعر العربي من صحرائه. من يواجه خلاء الصحارى في هذه القصيدة لا الخيل ولا الليل ولا البيداء تعرفه، هو"سيزيف" القادم من جحيم يعرفه ويدرك أهواله وعبثية مصيره فيه إلى صحراء يخدعه سرابها وتنكره كثبانها وتلفظه شعابها. إنه الغريب في غربته، الغريب في ساحته الخاصة التي صيرتها المسافة "صحارى لم تكن". عقوبة المعمري لم يكن جرمها إفشاء سر الآلهة كما هو شأن "سيزيف" في قَصَصِ اليونان، وإنما إفشاء سر اللغة والسعي وراء إسكاتها.


لوتأملنا بعمق بنية القصيدة ونقاط تمفصلها لوجدناها تسير وفق ثلاثة محاور كبرى تتلخص كما يلي:


1- التأمل الشعري في الخطاب


(أرصفة الكلام الهش ـ لغة تناقش أبجديات التنفس تحت خارطة التوسل والمدد ـ كالصمت كانت ضحكة الكلمات ـ هي هكذا الكلمات في صمت الحقيقةـ هي هكذا الكلمات منفى العاشقين).


2- رغبة الشاعر أو الهدف المنشود: صمت الخطاب وإدراك الغياب


(الغياب هو الحضور لدمعة أزلية ـ ملأت طقوس غيابها ـ فارسا للجوع يشهر سيفه للرمل، للمنفى ـ ستكتب عنك ما ستخطه الصحراء في وجه اسراب ـ وللمدى فيك ابتسامة غائب)


3- الوعي بهول المسافة الفاصلة بين واقع وحقيقة الخطاب ورغبة الشاعر


(خطوة شاعر تمضي ـ فنجان شاي يحتسي كل المسافة بيننا ـ "سيزيف" يكتب عن صحارى لم تكن ـ الآن تختصم الجهات ـ ودوننا رمل يسافر ـ لو غطى بزرقته المسافة ـ لا سكة تهب الأخيرَ من الزمان لأول الأسفار ـ من أول الأصداء جئت ـ يا أيها الحب الذي اختزل المسافة كلها ـ الآن تختصم المسافة في جرائدك القديمة ـ نمشي باتساع الجرح وتسرقنا الجهات ـ تمشي فيورق جرحنا)


«إلى ما ترمي الكتابة؟ إلى تحريرنا مما هو كائن. وما هو كائن هو كل شيء، ولكنه بدرجة أولى حضور الأشياء الصلبة والمهيمنة، كل ما يحدد لنا مجال العالم الموضوعي. هذا التحرر يتحقق بفضل ما يُتاح لنا من إمكانية غريبة على خلق الخواء من حولنا، وعلى إيجاد مسافة بين الأشياء وبيننا».(2)


المسافة التي تخترق قصيدة المعمري هي إذن مسافتان: مسافة كائنة وهي الفاصلة بين الشاعر ورغبته في إسكات اللغة وإدراك الغياب، ومسافة منشودة يسعى الشاعر لخلقها « بين الأشياء وبيننا»، الثانية تمحو الأولى والأولى تجعل الثانية صعبة الإدراك إن لم تكن مستحيلة. داخل هذه الجدلية وبين هاتين المسافتين المتفاعلتين يتحرك فكر الشاعر وإيقاع قصيدته عله يقطع المسافة الأولى ويخلق الثانية، وكأنه القائل: "سأقطع هذا الطريق الطويل، إلى آخرى وإلى آخره "(3).


بِـ"لغة تناقش أبجديات التنفس" يسعى المعمري إلى الاضطلاع بهذه المهمة-الهاوية، ويتأمل طبيعة الخطاب وأفق الكتابة شعريا. هل من متنفس نحظى به نحن المحاصرين داخل "أبواب الرواية" وثقل الأشياء وعتمة ظلالها؟ هل في وسع الخطاب الشعري أن يحررنا نحن المقيمين في كلمات تخنقنا معانيها البالية واستعمالاتها التي لم نختر منها شيئا غير الانخراط في سياقاتها؛ سياقاتها التي هي منفى الكلام ومنفى الشاعر؟


منطلقةً من هذه التساؤلات الواعية وغير الواعية، تكتشف "خطوةُ شاعر" هول المسافة ومشقة السير في دروبها الوعرة. من هذا الاكتشاف تنبجس القصيدة "حبلى بكل خطيئة في الحب" سائرة نحو رغبتها: الصمت والغياب، فيكون التيه ويكون الضياع:






"الآن تختصم الجهات، ودوننا/رمل يسافر باتجاه قصيدة حبلى بكل/خطيئة في الحب."


تموت الجهات الست أمام الشاعر المسافر باتجاه النجاة من سلطة اللغة، تموت وليس له من وسيلة لإحياء سبيله إلا "خطوةٌ"، "أغنيات طفولة"، "سلم للغيم"،"أغنيات الحب" ودفتر صمته".


ترشدنا الموسوعة اللغوية "لسان العرب" لابن منظور إلى أن جذر كلمة "مسافة" هو "سَوَفَ" وهي كلمة تعني التنفيس والتأخير. وأما التنفيس فجذره "نَفَسَ" ينفس تنفيسا ونفساً أي روّحَ وفرَّجَ، وإن الريح من تنفيس الرحمان على المكروبين". ولقد تواترت كلمة "المسافة" في قصيدة المعمري خمس مرات، هذا بالإضافة إلى ألفاظ أخرى تنتمي إلى نفس الحقل الدلالي ومنها: سفر، سكة، الجهات، الأسفار، المسافر، جسر، هجرة، إلخ تحت سلطة الجذر اللغوي ترزح رغبة القصيدة في إدراك الصمت وقطع الطريق إلى نهايته، فالمسافة التي يستهلها الشاعر تبقى مجرد تأجيل وتأخير لفشل المحاولة، تنفيسا على المحاصرين بعبء الخطاب والمكروبين بعتمة الحضور المادي للأشياء.


مرة أخرى يجد المعمري نفسه يواجه قدر "سيزيف"، والآلهة التي يواجهها هي في ذات الآن الآلهة التي يود تخليصها وهي أيضا خصمه وسلاحه: اللغة. على مرأى من الجذر اللغوي المتسلط يبدأ حربه، ونزولا عند سلطته يحكم على محاولته لإدراك الغياب والصمت بالعبثية. عبثا يمشي على درب هذه المسافة فما سعيُه إلا تأخير للفاجعة كما يُنبئ بذلك ابن منظور. المسافة إذن لا تنبئ بقطعها ولا تترك أملا في ذلك فما هي إلا تأخير وإرجاء للفضيحة. ربما لهذه الأسباب كتب الأديب التونسي العظيم محمود المسعدي: «ليست الطريقُ طريقا حتى تكون بلا نهاية» وربما لهذه الأسباب تكون الكتابة "إطلالة على مدار الرعب": «طويلا يظل الكلام الشعري واقفا على تُخوم الصمت يجاهد ليكون.»(4)


في خضم هذا الجهاد في سبيل الكينونة الشعرية، (كينونة القصيدة وكينونة الشاعر إن كان من الممكن الفصل بينهما)، كانت قصيدة المعمري محكومة بجدلية المسافتين وثنائية الصمت والغياب، فهما مقصد كل قصيدة أصيلة:


"والغياب هو الحضور لدمعة أزلية/ملأت طقوس غيابها لما تنزلت الكرامة/يا أنا/للروح أغنية يفض منامها العطر /خلف غابات النخيل/لهذه الكلمات عطر سوف يمنحني الولوج لدفتر العشاق"


وفي موضع آخر:


"هل يا أيها المنسي بين حروفنا ستخون/هذا الصمت/حين تمر قافية وتسرق صبحنا؟!"


يقول موريس بلانشو: «عندما نكتشف في الخطاب قدرته الاستثنائية على الغياب والاحتجاج، فإن الإغواء يدفعنا إلى اعتبار الصمت الأفق الأوحد للكلام. الجميع يعلم أن هذا الصمت قد أرق الشاعر. ولكن ما ننساه أحيانا، هو أن هذا الصمت، في نظره، ليس شاهدا على فشل أحلامه ولا إذعانا لما يستعصي على اللغة ولا خيانة لها.»(5)


المسافة إذن لا تنتهي ولكنها "تنتهي ورقا تلطخ حبره بالماء". لا هو الصمت ولا هو الكلام، لا هو بياض الصفحة ولا سواد الحبر، فما عساه يكون؟ هو المحاولة. محاولة الصمت الذي لا يدرك، تبقى غير مُنجَزة ولكنها تخلق القصيدة وتؤسس كيان شاعرها. وأمام هول المسافة والرعب الذي تفتح عليه ليس أمام المعمري إلا اختزالها وقطعها افتراضيا لعل القصيدة تدرك غايتها فتُشبع رغبة الشاعر في الوصول إلى صمته المرتقب وغيابه المرتجى.


"هل انتظرتك أبواب الرواية كي تسطر/فصلها الأبدي /كي تدني من الزيتون غابة نرجس؟/ولعلها كانت كما كانت تريد /بأن تكون البحرَ، لو غطى بزرقته/ المسافة، وارتدى ألوانها /لحكى بأن الملح كان هدية /لأميرة نامت بحضن البحر،/لما حطم الماضون كل سفينة."


ويقول المعمري في موضع آخر:


" يا أيها الحب الذي اختزل المسافة/كلها"


"تختصم المسافة" ولكن "البحر يغطيها بزرقته" و"الحبَّ يختزلها". لماذا البحر والحب؟ إن أول وأعظم تجارب الحياة التي تضع الشاعر أمام صمت اللغة واحتباس أنفاسها هي حالة الحب. الحب هو ذاك الإحساس الذي يستعصي على اللغة فيخلق في أرحامها صمتا يفجر الصمت. "الحب هو إعطاء ما نفقد لشخص لا يرغب في ذلك"(6) والحب نار كلا نار. الحب تأجج النار في جسد وانطفاؤها فيه وليس في الآخر. الحب سريان الألف في تاء شبه مغلقة نصف مفتوحة، عصي على الكتابة ومستحيل مثلها. لهذه الأسباب ربما اختاره الشاعر ليفتض به المسافة التي لا تنتهي. وأما البحر فهو احتفاء بهزيمة وبحرية نورس أسلم خفقته للريح وانتظر. البحر احتفاء بسقوط الغامض من علاٍ وتدحرجه على المنحدر باتجاه هاوية تحنو عليه وتعلمه الكآبة. والبحر جمال يحتفي بغيبة العشاق عن قصيدته. والبحر امتلاء بكينونة متأصلة تسرد على مسامع الصخر والشعر ملحمة الوجود وتدون على جدار العدم قصيدة الغزل الأخيرة بحروف من زبد. والبحر بدائية توشم على صدرها انتشاء القصيدة بغياب المعنى. البحر كالحب: اتساع يضيق بالكلمات ويكتم أنفاس اللغة. وحدها اللغة المطلقة قادرة على استنفاذ البحر دون أن تنفذ. لهذه الأسباب ربما يمتطي المعمري فرسيه: الحب والبحر. وحدهما القادران على اختراق ما يفصل بين ثقل الأشياء وحضورها المادي في الخطاب وبين ما يطلبه الشاعر من صمت وغياب. ولكن الحقيقة عدو الشاعر، فهي تكشف لعبة الشعر وحيل الاستعارات ومكر الكتابة. لا شيء قد تغير:


"هي هكذا الكلمات في صمت الحقيقة/إنها/ما خانت الشعراء/أوكانت لهم جسرا يبيعون/الحكاية عنده/هي هكذا الكلمات منفى العاشقين/وذكريات وصولهم للغيب"






تحت وطأة الحقيقة ووقاحتها الجارحة يئن المعمري. ساحته الخاصة صارت أكثر غربة، والمسافة بلا أفق ولا خارطة، والحقيقة هي الحقيقة. من مسافر على طول المسافة وبطل يتجشم خطر إفشاء أسرار الآلهة يصير الشاعر منفيا في أرض قصيدته، تزيده معاناة حتمية مواصلة التجربة:


يا أيها المنفي: /كل مراجع التقوى كتبت حروفها/للغيم../للسفر الأخير وللمطر / هل مازلت تقتسم الحياة كما اقتسمت /الحب بين قبيلتين؟/يا أيها المنفي:/ألف تساؤل للظل /-كيف نكون قافية لهذا الظل-/نمشي باتساع الجرح، تسكننا دوائره /وتسرقنا الجهات/يا أيها المنفي:/غائرة بهذا الرمل أسباب الحنين إليك/وحدك تكتب المنفى،/فهل مازلت تقتسم الحياة كما اقتسمت /الحب بين قصيدتين؟"


ما الذي تبقى من ذاك الذي كان "فارسا للجوع، يشهر سيفه للرمل، للمنفى"؟ هل قُطع سيفه حين ارتطم حلمه بصخرة الحقيقة؟ أم أضنته المسافة وخانه الحب والبحر؟ من كان ينازل المنفى في ساحته الخاصة صار فريسة للمنفى، زادُه الجرح النازف وما تبقى من الحب. "لا جوع في روحه"، يقتسم الحياة كما اقتسم الحب بين قبيلتين وبين قصيدتين، وذاك انتصار قصيدته، فلا قصيدة تنهض إلا وصرعت شاعرها؛ لأنها الآتية من إشراف طويل على الهاوية، المقيمة على ضفاف الريح والسائرة بشموخ صوب المنفى.


ثم ماذا؟


لا شيء تقريبا!


" تمشي فيورق جرحنا/يخضر ما بين المسافة والحقيقة/حينما تمشي/ويفضحنا الممات.."



* شاعر من تونس



* المقاطع الواردة بين هلالين دون الإشارة إلى مصدرها هي مقتطفات من القصيدة موضوع البحث


(1) موريس بلانشو، النصيب من النار، ترجمة شخصية غير منشورة.


(2) موريس بلانشو: مصدر سابق


(3) من شعر محمود درويش


(4) محمد لطفي اليوسفي، لحظة المكاشفة الشعرية: إطلالة على مدار الرعب


(5) موريس بلانشو، النصيب من النار. مصدر سابق.


(6) جاك لاكان، (1901-1981) محلل نفسي فرنسي. اشتهر بقراءته التفسيرية لسيغموند فرويد ومساهمته في التعريف بالتحليل النفسي الفرويدي في فرنسا


وبالتغيير العميق الذي أحدثه في مفاهيم التحليل النفسي ومناهجه. (حسب رأينا الخاص لم يعد من الممكن قراءة فرويد بمعزل عن لاكان).