الخميس، 20 نوفمبر 2014

مع مسكين الدارمي



هل تعرفونَ مسكيناً الدارمي صاحبَ القصيدةِ الشهيرةِ: (قُلْ للمليحةِ في الخمارِ الأسودِ)؟!

رُغْمَ جماليةِ القصيدة التي تطوف داخل مخيلة هذا الشاعرِ، وروعة الكلمة والوصف، إلا إن أغلب الرواة تصفه بأوصاف تخالف جمالية شعره، سواد لونه، بخله. وهي –لا سيما البخل- صفات تخدش في صفات الرجل العربي..

مما ترويه كتب الأدب أن مسكينا الدارمي أحبَّ فتاةً من قومه، فكرهته لسواد لونه وقلة ماله، وتزوجت رجلا من قومه ذا يسار، لكنه مهزول النسب، فمرَّ بها يوما وهي جالسة مع زوجها، فأنشد أمامها أبياتا يرد على رفضها إياه، ويذكرها بحسبه.

فتندفع القصيدة حاملة النَفَس الثأري في الرد على الإهانة، ودلالات البرهنة والعزة والكبرياء... فهي أنةُ شاعر مقهور اندفعت تواجه الحياة.. يقول مسكين:

 

أَنا مسكينٌ لمن يعرفُني ***  لوني السمرةُ أَلوان العربْ

من رأَى ظبياً عليه لؤلؤ ***  واضح الخدين مقروناً بضبْ

أَكسبته الورق البيض أَباً *** وَلَقَد كان وما يُدعى لأبْ

اصحبِ الأَخيار وارغب فيهم ***  ربَّ من صحبته مثلُ الجربْ

واصدِق الناس إِذا حدثتهم *** ودعِ الكذب لمن شاء كذبْ

رُبَّ مهزولٍ سمين بيته ***  وسمين البيت مهزول النسبْ

أَصبحت عاذلتي معتلة ***  قرماً أَم هي وحمى للصخبْ

أَصبحت تتفل في شحمِ الذُرى ***  وَتَظُنُّ اللومَ درّاً ينتهبْ

لا تلمها إِنَّها من نسوة ***  ملحها موضوعة فوق الركبْ

كَشموس الخيل يبدو شغبها ***   كلما قيل لها: هالٍ وهبْ