الأربعاء، 17 فبراير 2010

معرض الكتاب


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيامٌ قليلةٌ تفصلنا عن معرض الكتاب بمسقط ، التظاهرة السنوية التي ينتظرها كثير من المثقفين والمهتمين بالكتب كل حسب اختصاصه . ويفترض بنا أن نكون قد حددنا أولوياتنا من الشراء ، ورتبنا ميزانيتنا كذلك ، لأن الدخول لمعرض الكتاب بدون تخطيط جيد يجعلك إما تمر في ممرات المعرض دون أن تشتري شيئا ، أو تضيع نقودك في كتب ربما لا تحتاجها فقط تقوم بشرائها لتقنع نفسك بالشراء .

ما زلت أتذكر جيدا معرض الكتاب العام الماضي ، والذي عشتُ أيامه بسعادة غامرة ، وأنا أرى مجموعتي الشعرية الثانية " وحدك لا تسافر مرتين " تصدر عن دار الانتشار متزامنة مع المعرض . كان جوا لايوصف ، وسعادة كبيرة لي وأنا أرى مجموعتي بين مجموعات زملائي يحتفى بها ويقام لها حفل توقيع . العجيب في الأمر أن إصداري هذا جاء مختلفا جدا عن إصداري الأول - طبعا من ناحية - الطبع والنشر ، أذكر أن الطباعة تمت في فترة وجيزة ، ووجدته في معرض الكتاب ، هذا الأمر يختلف كثيرا عما تقوم به وزارة التراث والثقافة من حيث طباعة إصدارات المثقفين العمانيين ، فالأمر لا يخلو من شد وجذب ، وتأخير وتأخر ، وآخر الأمر الكتاب يطبع وينشر في فترة لا تتزامن مع فعالية بحجم الكتاب ، ومباشرة من المطبعة إلى المخزن ، وإن صادف معرضا للكتاب قريبا فإن النسخ التي توجد في المعرض عددها بعدد أصابع اليد ، وإن سألت عن كتابك سبحث عنه الموظف وإن لم يجده سيقول لك : " يمكن خلّص " .. بالمقارنة معرض الكتاب العام الماضي بمسقط لقد نفدت كميات من إصدارات بعض الكُتّاب كمجموعة ( عبدالعزيز الفارسي ) و ( هدى الجهوري ) وآخرين ، الأمر الذي يطرح تساؤلا عدة هل نحن نرقى صعودا وفي يدنا كتاب نحمله ؟؟ أو حتى نزين رفوف مكتبتنا المنزلية ؟؟ أوليقال إن مجموعة فلان موجودة عندي ؟؟. أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك أن هذا الكاتب أو ذاك قد ارتقى بقلمه ليحمل معه القارئ فكرا وفكرا . فلا أظن أن تلك الفئات التي اشترت " الدب وهو يستيقظ " اشترتها فقط لمجرد الشراء ولكن لأنها اطلعت على أسلوب عبدالعزيز في كتاباته السابقة وأرادت الوصول إلى فكره فيما كتبه مؤخرا .

من الكتب التي اقتنيتها في معرض الشارقة للكتاب كتاب ( نهضة الأعيان بحرية عمان ) لابن حميد السالمي ، وهو ابن الشيخ نور الدين السالمي وهذا الكتاب يعتبره مؤلفه استكمالا لكتاب أبيه ( تحفة الأعيان ) يرط من خلاله التاريخ إلى فترة قريبة فقط منا . استمتعت وأنا أقرأ الكتاب - مع بعض الملاحظات التي لدي - وكأنني أعيش تلك الفترة مع الكاتب .. لقد أضاف لي الكتاب الشيء الكثير . الآن أقرأ ( رقة الكائن النائم - حكاية الشاعر الذي طرز فضيحته - ) وهو من مقتنيات معرض الشارقة ، ويبدو أن مؤلفه اجتهد في البحث عن المعلومات التي قدمها في الكتاب ، وحقا إن لكل كتاب قيمته .

الآن نظري تجاه معرض مسقط ، وبانتظار إصدارات كُتابنا العمانيين الذين سيصدرون إبداعاتهم في المعرض .. نحن متشوقون .

السبت، 6 فبراير 2010

استراحة لغوية



وأنا أمر بين عالم اللغة الجميل ، أبصرت كلمتين ربما لا يلحظ القارئ الفرق بينهما ، بل ربما قد حلت الكلمة مكان الأخرى دون علم لأي مدلولات الكلمتين من قبل صاحب القول . الكلمتان وردتا في القرآن الكريم وهما : ( شرى ) و ( اشترى ) ، ومن خلال النظرة الأولى للكلمتين قد لا نلحظ ذلك الفرق الكبير بينهما ، ولكن ولأنَّ اللغة العربية بحر زاخر بالدلالات فإن قلبت صفحاتها وجدت الفرق كبيرا وخلطا بين الكلمتين . ورد في معجم المعتمد :

شرى الرجل المتاع : أخذه بثمن وباعه بثمن . واشترى الشيء : ابتاعه وملكه بيمينه . فنلحظ أن لفظ ( شرى ) بدون التاء تعني البيع ، و( اشترى ) بالتاء تعني الشراء . وعلى ذلك فسر ابن كثير قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس ) أي " باعه إخوته بثمن قليل " ، وأورد قول ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما ( باعوه بعشرين درهما ) . في المقابل هناك تعليق جميل حول الكلمتين أورده الراغب الأصفهاني في كتابه – المفردات في غريب القرآن - ، يقول في مفردة شرى : ( الشراء والبيع متلازمان فالمشتري دافع الثمن وأخذ المثمن ، والبائع دافع المثمن وآخذ الثمن ، هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة بناض وسلعة . فأما إذا كانت بيع سلعة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما مشتريا وبائعا ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر . وشريت بمعنى بعت أكثر وابتعت بمعنى اشتريت أكثر . )



سبحان الله ما أجمل لغتنا