الأحد، 26 يوليو 2020

في حُبِّ ليلى






في حب ليلى

أطوف بكعبة الأشواق، إني
نذرتُ بهذه العرصات حجّا

إذا قال الكتاب لها: "وأذنْ"
أجبتُ: قطعتُ يا مولاي فجّا

فلا أحدٌ سواي هناك يبكي
ولا أحدٌ أرى لبّى وعجّا

فقربتُ الشفاهَ للثم ليلى
فيا رباه كيف الكون ضجّا؟

وكنتُ ذبيحَ قومي حين ساروا
فمَنْ قَلَبَ المُدى عني ونجّى

أسوقُ أضاحيَ العُشاقِ قُربى
وروحي في الهوى تنسابُ ثجّا

تزاحمتِ الكُتوفُ وليس غيري
أطالَ وقوفَهُ زهدا، ونهجا

سعيتُ.. سعيتُ في مسعاي أبغي
وصولا. كيف والأشواقُ عرجا!!

تنفستُ الهوى. مَنْ ذاك ألقى
بساحات الهوى قلبي وزجّا

رميتُ بوادي العشاق شعري
كسبع الجمر إذ رجته رجّا

وقال الركبُ ذا قد جُنَّ فينا
وأبكى فعله قلبا وأشجى

مقيمٌ في الحمى وحدي وليلى
وخدي في امتداد الخد سَجّى

أنا المجنون فيهم حين ليلى
أحلّتْ بُرقعاً، فحللتُ سرجا

خالد المعمري
23|7|2020م





الجمعة، 17 يوليو 2020

كتاب الغربال لميخائيل نعيمه



يعدّ كتاب الغربال (1922م) من الكتب المهمة في الدراسات النقدية، إذ قدّم فيه مؤلفه مخيائيل نعيمه (1889-1988) قراءة تبحث عن التجديد في الكتابة الأدبية، التجديد المغاير لما كان عليه الأدب العربي في عصوره السابقة.



إنّ مجمل موضوعات الكتاب قائمة على هذه الفكرة، وربط النتاج التقليدي للعرب بما عليه الأمم الأخرى، وآدابهم، ونتاجاتهم المتميزة كما يراها نعيمه، وأنّه لولا ما عليه من الحركة التجديدية لما تمكنا من الاطلاع عليهم وقراءة تجاربهم.



لقد قدّم عباس محمود العقاد للكتاب في طبعته الأولى وأثنى على فكرته، وعلى مؤلفه ورحّب بفكرة التجديد التي ينشدها نعيمه في الانتقال بالأدب لمصاف الأمم الأخرى.



ناقش نعيمه في كتابه هذا موضوعات عدة مرتبطة بفكرته تلك، قضايا متعلقة بالشعر والترجمة والمؤلفات الأدبية والآداب الغربية والكتبات الشعرية التقليدية في القرن العشرين التي كانت تتغنى بالأطلال في زمن انتهت فكرة الوقوف عليها، وقد كان مولعا بما جاء به جبران خليل جبران، واتجاهه في تجديد الأدب، وعدّه ثورة حين قال: (إنّ جبران ثورة).



إنه كتاب مهم، وجريء جدا في تناوله، لقد كان نعيمه يتكلم بحرقة عن الواقع الأدبي بداية القرن العشرين، وقد أبدى جرأة كبيرة في مناقشة القضايا الأدبية المختلفة بلغة قاسية أحيانا ونقدية أحيانا أخرى، ومع ذلك فهو كتاب مهم لمن هو على اطلاع بالمراحل الأدبية العربية واتجاهاتها المختلفة.