الخميس، 17 يوليو 2014

أفلا يتدبرون!!






أوردت مجلة العربي في عدد يوليو 2014م استطلاعا بعنوان "أيام وليالٍ رمضانية في حيدرآباد الهند" لـ د. سيد جهانغير، جاء في الاستطلاع ما يلي: (الهند عالم صغير لجميع الديانات والثقافات الموجودة في العالم، ومن أعجب العجائب أن كل هذه الثقافات تعيش في تآلف وانسجام. أما حيدرآباد التي نحن بصددها، فهي الهند الصغرى، حيث تقطن كل الثقافات والديانات الهندية الموجودة في الهند، بجانب هذا توجد أكبر جالية عربية في حيدرآباد بكل سماتها، دون تعرضها لأي أذى في المجتمع الهندي، وهذا الأمر الذي حث السيدة إنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند الأسبق أن تذكر بفخر واعتزاز بأنه توجد جالية عربية أو دويلة عربية عندنا في حيدرآباد، وذلك أثناء إحدى رحلاتها للدول العربية.) ص38

أقول ذلك للمسلمين الذين لم يستطيعوا التعايش مع بعضهم البعض، واعتبروا الاختلاف الذي بينهم حاجزا لإقامة حضارة كبيرة، الأمر الذي دفع دولنا الإسلامية تعيش حالة من الصراع الدموي باسم الإسلام ذهب ضحيته أناس لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنهم عاشوا مرحلة من التشتت الفكري لهذه الأمة..

سبحان الله.. باسم الدين تُجَزُّ الرؤوس، وباسم الدين يُقتلُ الأبرياء، وباسم الدين تُنتهكُ الأعراضُ، وباسم الدين تسيل الدماء، فلا عجب إذا سمعنا أن البوذيين يقتّلون المسلمين في بورما فداعش والحوثيون يُقَتّلون أبناء جلدتهم شر قتلة، ولا نستغرب أن الصهاينة اليهود يقصفون الأبرياء في غزة، وبشار يقصف شعبه بالبراميل ليل نهار.. كيف نستغرب عمل غير المسلم للمسلم إذا كانت الدواهي نفسها تأتي من المسلم..

لقد أبحنا لأنفسنا قتل المسلم بحجة الخروج عن الدين، والله يقول في كتابه الحكيم: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). فلو تدبرنا هذه الآية لتورعنا عن رفع السلاح على المسلمين أو إصدار فتوى تجيز قتلهم، وفي ذلك حديث عظيم لو تدبره المتدبرون،  فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة فصبحنا القوم على مياههم ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلما غشيناه قال لا إله إلا الله فكف عنه الأنصاري وطعنته برمحي حتى قتلته فلما قدمنا المدينة بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قلت يا رسول الله إنما كان متعوذا فقال أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم متفق عليه وفي رواية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أقال لا إله إلا الله وقتلته قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح قال أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا. فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ).

متى يفهم أصحاب الفكر المريض أن الدين جاء يحمل رسالة ذات تعاليم سمحة، وأن المؤمنين أشداء على الكفار رحماء بينهم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق