الأربعاء، 6 أغسطس 2014

من شعر ابي نواس



تقول الروايةُ: إنَّ أبا نواس الشاعر العباسي رأى "جنان" فاستحلاها، وقال فيها أشعاراً كثيرةً، ولما عزمت على الحج، عزم على الحج وقال: (أما والله، لا يفوتني المسير معها والحج عامي هذا...)، فسبقها إلى الخروج بعد أن علم أنها خارجةٌ. وقال من شهد حجه ذلك: (وقد أحرم، فلما جنّه الليل جعل يلبي بشعرٍ ويحدو به ويُطرِّب، فغنّى به كل من سمعه، وهو قوله:

إلهنا ما أعدلكْ:: مليكُ كلِ مَنْ ملكْ

لبيك قد لبيتُ لكْ:: لبيكَ إنّ الحمد لكْ

والملك لا شريكَ لكْ:: والليل لما أن حلّكْ

والسابحاتِ في الفلكْ:: على مجاري المُنْسَلَكْ

ما خاب عبدٌ أمَّلَكْ:: أنتَ له حيثُ سلَكْ

لولاكَ يا ربِّ هلكْ:: كلُّ نبيٍ ومَلَكْ

وكلُّ مَنْ أهلَّ لك:: سبَّحَ أو لبّى فَلَكْ

يا مخطئاً ما أغفلكْ:: عجِّلْ وبادرْ أجلَكْ

واختم بخيرٍ عمَلَكْ:: لبيكَ إنَّ الملكَ لكْ

والحمد والنعمةَ لكْ:: والعزَّ لا شريكَ لكْ
 
 

هناك تعليق واحد:

  1. وردت الرواية أعلاه في كتاب الأغاني لأبي الفرج أصفهاني 20/ص17، تحقيق إحسان عباس وآخرون، دار صادر بيروت، 2002م. وقد أورد ابن كثير الأبيات السابقة دون أن يذكر رواية الخبر فقال: (وذكروا أن أبا نواس لما أراد الإحرام بالحج قال...) وذكر الأبيات السابقة. انظر البداية والنهاية ج14/ص79 تحقيق الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي، 1989م.

    ردحذف