الأحد، 1 يناير 2012

وداعا 2011، أهلا 2012.




عامٌ يُطِلُّ وعامٌ ينجلي. ونحنُ تضيعُ حساباتُنا بينهما، الأعوامُ تجري وكأنها لحظات سريعة مرت علينا كمرِّ السحابِ، ما إنْ نودِّع الأوَّلَ، حتى يداهمنا الثاني بقراراته وأحكامه الثابتة.

رحل عام 2011 ولم يخلف إلا الذكرى، إنها ذاكرة ممتلئة بالأحداث ستظل خالدة يتحدث بها التاريخ، ربما أبرزها الثورات العربية وما خلفته من آراء واجتهادات وفوضى ودمار. لقد سقطت الرموز العربية، وتسيدت الشعوب. سقط نظام حسني مبارك وحزبه بفعل الشعب، وقبله سقط بن علي في تونس، وبعده سقط القذافي سقوطا مدويا، ورحل صالح عن اليمن السعيد، ولا تزال سوريا تحلم بيوم الخلاص.

لقد كان الثورات العربية الحدث الأهم في العام الماضي؛ حيث غطت الثورات على سواها من الأحداث، فلم تظهر غيرها إلا خجولة في أسوار الأحداث ونشرات الأخبار. لقد انشغل العرب بثوراتهم، وإصلاح أوضاعهم الداخلية، وانشغلوا عن أحداث وقعت ثم تلاشت في لمح البصر. لقد انشغل العرب بثوراتهم عن مقتل ابن لادن، فانتقل الخبر كالنار في الحطب، ولم يدر في ذهنهم أن يتساءلوا حتى عن مقتله، وطريقة دفنه، وهل هي حقيقة أم أكذوبة أمريكية، وهل هو قد فارق الحياة قبل هذه الحادثة، كل تلك أسئلة لم تشغلهم عن حوادث بلدهم.

رحلت القوات الأمريكية عن العراق، وكان رحيلها خجولا جدا، إنه الوقت المناسب للحظة، انشغال العرب بثوراتهم، معركة العرب الإعلامية ضد إيران، محاولات إسرائيل للفت النظر إليها في فلسطين المحتلة. رحلت القوات الأمريكية كما رحل عام 2011، ويبدو أنها تريد أن توجه نظرها بعد العراق، إلى إيران، رغبة في عدم الخروج من هذه المنطقة الخصبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق