الأربعاء، 7 مارس 2012

دور النشر العمانية تعترض


استمعتُ الخميس الماضي عبر برنامج "خير جليس" بإذاعة سلطنة عمان والذي يُبثُّ من معرض مسقط الدولي للكتاب لهذا العام، إلى هموم وشكاوى دُور النشر العمانية حول ما تقوم به وزارة التربية والتعليم من عمليات شراء للكتب منهم، وحسب ما فهمته من سياق الكلام فإن هذه الدُّور تشكو من موقف الوزارة في عمليات الشراء؛ حيث أنها -والكلام لهم- تقوم بشراء كميات قليلة من دور النشر العمانية بعد جدال شديد حول أسعار الكتاب، أما مع بقية الدور العربية فتقوم بشراء الكميات الأكبر وبالأسعار التي تحددها تلك الدُّور.

جاء مجمل الحديث حول إمكانية المعاملة بالمِثْلِ مع تلك الدُور لا سيما أن دُور النشر المحلية لديها إصدارات جديدة، وكتب لها قيمتها في مختلف المجالات، وهذه الكتب في أغلبها يتعلق بالدراسات التربوية والعلمية التي تخدم الطالب في المراحل التعليمية المختلفة. بالطبع لقد استمعتُ لأصحاب هذه الدُور والحديث الذي عبَّروا عنه، وبصراحة كان رأيي: أنهم على حق، فلمَ تتم المعاملة بتلك الطريقة طالما أن الكتاب له أثره العلمي في خدمة الميدان التربوي، إلا إذا كانت الوزارة لا ترى في هذه الكتب فائدة، عندها نقول فلمَ تقوم بعملية الشراء أصلا ولو كانت لأعداد بسيطة، إذ ما حاجة الميدان لكتب لا قيمة لها....

موضوعي ليس هنا... بالأمس كنت في معرض الكتاب ومررتُ على إحدى دور النشر التي كان صاحبها يتحدث عن تعامل الوزارة مع داره، وسألتُ عن كتابين لمؤلف عماني قام بطباعتهما مع هذه الدار منذ 2011، وأعتقد منذ بداية ذلك العام، فرد الموظف أنهما غير موجودين وربما خلال اليومين القادمين سيصلان لأن بعض الكتب لا تزال بالمطبعة!!!

وهنا جاء التساؤل: إذا كان الكتابان لم يصلا منذ 2011 إلى الآن فهل سيصلان في يومين؟؟ وما الفائدة لصاحب الدار أن ياتي بالكتابين في آخر يومين ونحن نعلم أن زوار المعرض توافدوا على المعرض خلال الأيام الماضية بما نسبته 90% وبقيت العشرة الباقية لليومين الأخيرين؟

صاحب الكتابين عندما علم أن إصداراته غير موجودة بالمعرض غضب غضبا شديدا، واستاء من موقف الدار التي كان يشجع بالطباعة فيها لسمعتها في عمان، لا سيما أن صاحبها وبالاتصالات معه كان يؤكد على طبع الكتب تزامنا مع المعرض، وفي أحيان أخرى لا يرد على اتصالات المؤلف.


التساؤل هنا: عندما يتحدث أصحاب دور النشر العمانية عن المعاملة بالمثل، لماذا لا يطبقون مثل هذه القاعدة على أنفسهم، ألا يدري هؤلاء أن دور النشر العربية تقوم بطباعة الإصدار قبل شهرين من المعرض، وهذا ما حصل معي في إصداري الثاني، وهذا ما أخبرني به أحد أصحاب هذه الدور فيما لو أردت مستقبلا الطباعة معه، فيما يقومون هم بطباعته في أضعاف أضعاف هذا التوقيت. وعندما يتحدثون عن تلك المعاملة هل قاموا بتطبيق معايير الجودة على دورهم؟ هل خدماتهم ترضي المؤلف والكاتب الجيد وتدفعه للبحث عنهم وبالتالي هذا ما يدفع المؤسسات الرسمية لاقتناء الكتب الأفضل؟ أم أن المسألة برمتها مسألة مادية بحتة، والضحية في النهاية ليس المؤسسة والدار بل المؤلف والقارئ؟ كل تلك تساؤلات على دور النشر العمانية بحثها جيدا ودراستها وإنشاء قاعدة استبانات مكثفة للوصول لنتائج تعالج هذا الموقف، ومن بعدها لنطرحْ اعتراضنا كيفما شئنا.....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق