الجمعة، 24 يونيو 2011

الخروج من معرَّة النعمان



  تروي كتبُ التاريخِ "أنَّ صالحَ بن مرداس صاحب حلب، خرج إلى المعرة وقد عصى عليه أهلها، فنزل عليها، وشرع في قتالها، ورماها بالمناجيق. فلما أحس أهلها التغلب سعوا إلى أبي العلاء، وسألوه الخروج إليه والشفاعة فيهم عنده، فخرج متوكئا على يد قائد له. وقيل لصالح: إن باب المدينة قد فُتِحَ، وخرج منها رجل يُقادُ كأنه أعمى. فقال صالح: هو أبو العلاء!". قال له أبو العلاء: "مولانا السيد الأجل، أسد الدولة ومقدمها وناصحها، كالنهار الماتع اشتد هجيره وطاب أبرداه، وكالسيف القاطع لان صفحه وخشن حداه (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين). فقال صالح: قد وهبتها لك يا أبا العلاء. وأمر بخيامه فوضعت، وبأثقاله فرفعت، ورحل عنها.





لقد قدمت المعرة أبا العلاء شفيعا، فهو كبيرها، ورأس العلم فيها، وهكذا تقدس الأمم عظماءها وكبراءها، وهكذا تقدر الفضل، وهكذا يرفع العظماء قدر الأماكن التي يقطنونها.

بعد ألف عام وقليل على رحيل أبي العلاء عن المعرة، هاهي المعرة تبحث عمن سيخرج شفيعا لها أمام الدبابات والجيوش السورية التي تجتاح أرضها، تبحث عمن يوقف القتل والخراب ويقول :(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، تبحث عمن يحقن دماء الأبرياء في المعرة، تبحث عن كل ذلك وروح أبي العلاء تملأ أرض المعرة صخبا وحياة.

















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق