الأربعاء، 9 مارس 2011

قم للمعلم...


    

     يتطلَّعُ الميدانُ التربوي بجميع كوادره في هذه الفترة إلى العديد من الإصلاحات المرتقبة داخل بيته الكبير، تأتي هذه التطلعات بعد المرسوم السلطاني بتعيين وزاري جديد للتربية والتعليم خلفا للوزارة السابقة المتمثلة في الوزير ووكيل التربية.

التطلعات التي يبحث عنها القائمون في الميدان هي التي دفعتهم طيلة الفترة السابقة لاعتصامات عديدة، مقدمين اعتراضهم على الحال التي وصلت إليها التربية والتعليم. عريضة المقترحات التي أرسلت لم تكن حلما صعب التحقيق، بل هي الأقرب إلى النور لو وضعت لها الدراسة الخاصة بها، والوقوف على نتائج التجارب السابقة. اقتراحات يرى الكثير من أبناء الميدان أنها كفيلة بأن تعالج السوء والضعف الذي بدأ يدب في جسد التعليم العماني، والذي أصبح بعد أربعين عاما من النهضة لا يُقدِّم إلا مخرجات لا تجيد القراءة والكتابة. اعتصامات مبررة من قبل الذين عايشوا الواقع التربوي وأحسوا بأنهم لا يملكون من التعليم إلا المسمى الوظيفي فقط، غير ذلك فهم لا يجدون التقدير والاحترام من الجهة المسؤولة. في رأيهم تربية لا تقدر العاملين فيها، وتمارس كل جوانب الضغط النفسي في اليوم الدراسي تربية لن تنتج إلا الضعف والسوء.

الواقع اليومي يحكي أكثر من ذلك، ولك أن تجلس مع معلم ليبث في وجهك الهموم وكأنه ينفث من سيجارته اللهب الحارق. كَثُرتْ شكاوى المعلمين حول ارتفاع أنصبتهم غير المبررة والتي قد تصل إلى 28 حصة وأحيانا إلى أكثر من ذلك في حين يراها المسؤولون شيئا عاديا في التعليم الأساسي!!، كثرت شكاوى المعلمين حول الأعباء الورقية والأنشطة التي تستنزف الوقت والجهد، كثرت شكاوى المعلمين حول المسابقات التي ليس نتيجتها إلا بروز المسؤولين وتراجع المستويات الطلابية لكثرة خروجهم من البيئة الصفية للمشاركة الخارجية، كثرت شكاوى المعلمين حول اللجان الزائرة والتي تأمر وتنهى وتطلب وتحذف، الأمر الذي يسبب صداعا وحيرة وتشتتا للمعلم، كثرت شكاوى المعلمين حول المناهج المحشوة وحدات وفصولا قد لا يستفيد منها الطالب لأنه وعلى أية حال لا يجيد القراءة والكتابة، كثرت شكاوى المعلمين حول طول اليوم الدراسي الذي يحيل رؤوس الطلاب إلى ما يشبه بندول الساعة والتفكير في السرير والوسادة ووجبة الغداء، كثرت شكاوى المعلمين حول مسابقة النظافة والصحة في البيئة المدرسية التي أمر بها مولانا حضرة صاحب الجلالة والتي فهمها المسؤولون على طريقتهم والتي لم تولد لنا إلا طلابا لا نرى وجوههم في الصفوف إلا في الفترات حيث يتم تدريبهم لشهور طويلة، وفي النهاية فإن الطالب ما إن ينتهي من أكل وجبة المقصف المدرسي حتى يُلقي بالمخلفات في ساحة المدرسة، كثرت شكاوى المعلمين حول آليات التقويم التي تتغير في السنة الواحدة أكثر من مرة ولا تعطي أي مصداقية في نهاية العام لأن إدارات المداس تتحكم بالنسب العامة للنجاح، كثرت شكاوى المعلمين ولكن لم يرد أحد على تلك الشكاوى، أو تم معالجة شيء بسيط من ذلك.

أصبحت المتطلبات التربوية هماً ثقيلا في رأس العاملين في الميدان، والكل يطالب بتعديلات تعالج المخرجات السنوية، والدور الملقى على كاهل الوزارة الجديدة ليس بالدور البسيط إذ يتطلب النهوض بمستوى التعليم وفق رؤية جيدة شاملة ورفيعة.

هناك تعليقان (2):