السبت، 15 أغسطس 2015

أنا ومجلس الشورى



أنا.. ومجلسُ الشورى

 

رأيتُ في المنامِ أني دخلتُ انتخابات مجلس الشورى القادمة!!

ورغم أني لم أُعَلق صوري في أرجاء الولايةِ، ولم أنشر سيرتي في الفيسبوك والتويتر، ولم أعرض دوراتي وشهاداتي الوهمية وغير الوهمية أمام الملأ، ولم أضع حسابات التواصل الخاصة بي في كل مكان، ورغم أني لم أُخبرْ أحداً أنني سأترشحُ لعضوية المجلس، رغم كلِّ ذلكَ كانتِ الأصواتُ تنهالُ عليَّ ذلك اليوم، ووجدتُ نفسي في موقف عصيب، إذْ على ما يبدو أنني سأفوز وبأغلبية ساحقة، وسأمثِّلُ الولايةَ في القريب العاجل..

تلكَ هي صورةُ المنام التي مرَّت عليَّ ذات ليلةٍ، وبعدها قمتُ متسائلاً: يا ترى كيف يقضي المترشحون لعضوية المجلس أيامهم ولياليهم؟ في ماذا يفكرون وهم يخلدون للنوم كلَّ ليلةٍ ناهيكَ عن تلك الليالي القريبة من يوم الترشيح؟

أقول ذلك وأنا أرى نشاطاً عجيباً هذه الأيام من الإخوة المترشحين لهذا المنصب؟ وجهداً كبيراً، والتزاماً أكبر بحضور فعاليات المجتمع، ودعوات المؤسسات، ورعاية الفعاليات، بل وظهور تصريحاتٍ لبعضهم ووقوف البعض مع قضايا أبناء الولاية، وزيارات معلنة وخفية لشيوخ بعض القرى. إنه جهد عظيم يقومون به، ولكن يحقُّ لي أن أتساءَل أين هم قبل الترشح لعضوية المجلس؟ أتحتاج مشاركة أبناء الولاية في فعالياتهم لمنصبٍ يحفز على الحضور والمشاركة، أتحتاج الزيارات واللقاءات لذلك، ولا أحتاج أن أستشهد بفلانٍ الذي لم نكن نسمع له همساً قام بكل شيء للفوز في انتخابات الدورة السابقة، وسخّر فرقة إعلامية لتصويره أينما حل أو ارتحل وعندما لم يفز عاد إلى مغارته وعزلته، وكذلك فلان الذي كنا نحسبه (ميتا) في المجتمع حتى بتنا نقرأ سيرته التي كتبها في صفحات...

المجتمع يحتاج فرداً فاعلاً، سواء فاز في الانتخابات أم لم يفز، لأنه يعمل لبناء ولايته والنهوض بها، ولا يعمل فترة محدودة لأجل كرسيٍ يجلب له الشهرة والجاه وأشياء أخرى...

 

أرجو التوفيق لجميع المترشحين الفترة القادمة، ولكنني لن أقرأ عن أخبارهم قبل النوم شيئاً حتى لا أطيل رقدتي فأجد نفسي ممثلاً لولاية تستحق الأفضل...

هناك تعليق واحد:

  1. متى ينهض فينا دور "الخليفة في الأرض" عوضًا عن دور "السيد عضو مجلس الشورى" كنا بخير ونماء ورقي.
    بارك الله قلمك وأوصل رسائله.

    ردحذف