الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

هذيااااااان

وأنا أكتبُ الآنَ، إحدى عيني مغمضتان والأخرى مفتوحةٌ. استشهدتُ في أول الأمرِ بقول الشاعرِ:
بَكَتْ عيني غداةَ البينِ دمعاً ::: وأخرى بالبكا بَخُلَتْ علينا
فعاقبتُ التي بالدَّمعِ ضنَّتْ  ::: بأنْ أغمضتُها يوم التقينا

لكن الأمر لا دخل له بالفراق، فالقضية برمتها تتلخص في النوم، الطائر الذي يهجرنا في الوقت الذي نبحث عنه. كم أرغب الآن في إغماض عيني، والاسترخاء قليلا، كم أرغب في إغلاق الهاتف الذي شغلني وأخذ من وقتي الكثير. لماذا اشتريتُ هذا الجهاز الغالي الثمن؟ لماذا اشتركتُ في خدمة الواتس أب الجديدة؟ لماذا انضممتُ إلى العديد من الجروبات؟

لا يكاد هذا الجهاز يهدأ أبدا، رسالة وراء أخرى، كم يتحمل هذا الجهاز ثقل دمائنا، وفضاضة خلقنا، ألا يعطل هذا الجهاز مع كثرة المراسلات اليومية؟ أين صنع هاتفي يا ترى؟ الصين. طبعا وهل هناك غيرها؟ حتى الهواتف بعد أن كانت أوربية الصنع أصبحت الصين تتخصص في صناعتها. أصبح السوق الصيني يغزو العالم، ويمد تجارته شرقا وغربا. بالمناسبة صار لي أكثر من سنة لم أقم بزيارة ولو خاطفة لسوق التنين بدبي، بعضهم يقول إن أسعاره معقولة، والبعض يقولون إن أسعاره في تزايد مستمر، وخاصة أيام الخميس والجمعة لأن أغلب زواره من العمانيين، فيقومون برفع أسعارهم في وجه الزبون العماني. هذا الافتراض غريب جدا وكأنه لا أحد يشتري أو يتسوق من التنين إلا أهل عمان، مع أني دخلت مرة التنين فلم يكن من عماني هناك غيري. ووجدتُ متسوقين من إحدى الدول الخليجية هم وأولادهم وشغالاتهم ما يبدو وأنهم في بلادهم.

عموما... في التنين أخاف أن آكل شيئا، لأني أخشى أن آكل ضفدعة أو صرصارا أو تكون الشوربة بنكهة الطحالب، هذا كان اعتقادي عن طعامهم. لذلك فإني لا آكل شيئا حتى أخرج من هناك. وعلى ذكر الأكل أنا اليوم لم آكل شيئا يُطلقُ عليه اسم وجبة، كل ما أكلته هو هريس على الإفطار، وبعده بساعتين أكلت "عدس" في مطعم "ليميه"، وتغديت مكبوس لحم، وعند العصر أكلتُ كرواسون، وبعد المغرب تعشيت صالونة دجاج مع الخبز، وبعد العشاء عزمني صديقي على صحن شاورما!! الآن عرفت لماذا أنا جائع، فقط لأني لم أتناول وجبة دسمة!! وكيف سيأتيني النوم وأنا جائع؟

لو أني أصحو غدا وأجد باص المدرسة قد تعطّل، أو الوادي الذي جنب بيتنا يجري فيحول بيننا وبين المدرسة. آخر مرة هطلت الأمطار عندنا قبل سنتين، يومها اخضرت الأرض، وجرت الأودية وتغير طعم البئر. يقولون إنهم سيصلون صلاة الاستسقاء، لكنهم مختلفون أين سيصلونها؟ جماعة الشيخ يقولون عند بيته في الأرض الواسعة، وجماعة الإمام يقولون خلف المسجد في الأرض الكبيرة، لكني سمعت معلم التربية الإسلامية يقول الأفضل أن يخرج الناس إلى الصحراء متضرعين إلى الله، معهم الفقراء وكبار السن. أعتقد إن الشيخ لن يخرج معهم، يقول إن أجداده ما كانوا يفعلون ذلك.

آه آه آه، لو والدي عنده اشتراك في بطاقة الجزيرة، لكنت ذهبت لمتابعة مباريات الدوري الإسباني، أحسن من هذه التقلب في الفراش. عندما أكبر سأشترك في الجزيرة وأبوظبي الرياضية وكل القنوات المشفرة، ومن قناة إلى قناة، ومن مباراة إلى مباراة.
 - لكن من أين سآتي بنقود الاشتراك؟
- سأعمل وسيكون لي مرتب.
- والعمل ما يحتاج له شهادة؟
- سأنجح وتكون عندي شهادة.
- تنجح؟ وأنت تأخذ الصف في سنتين.
أووووووووووووووووووه.


الساعة السابعة...
الضوء يملأ الغرفة، أنهض من نومي فزعا، تأخرتُ على المدرسة، لماذا لم يوقظني منبه هذا التلفون؟ أنظر إلى التلفون، البطارية فارغة...




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق