الجمعة، 27 أبريل 2012

ثلاثيات عمانية

1- ريفية سيف الرمضاني: بعد صدور الطبعة الأولى للمجموعة في أوائل التسعينيات، ها هو الشاعر سيف الرمضاني يقوم بإصدار الطبعة الثانية من المجموعة عن دار الانتشار. بإصرار كبير يقوم الرمضاني بهذه الخطوة حيث لم نجدها عند كثير من مؤسساتنا الثقافية، حكومية كانت أم أهلية. فإنك إن قمتَ بالحث عن إصدارات الثمانينيات فإنك تجد صعوبة بالغة في العثور، فكم من الإصدارات التي طُبِعت في تلك الفترة نسمع عنها أو نقرأ عنها ولكن بالبحث والتقصي فلا مكان لها حتى في المؤسسة التي قامت بطباعة ذاك الكتاب، وإن رحمك القدر فإنك ربما تجد نسخة في مكتبة أحد المهتمين والباحثين قام باقتنائها في تلك الفترة. أقول شكرا لسيف الرمضاني على هذه الخطوة التي تدفع بالمهتمين في الأدب العماني من اقتناء كتب الثمانينيات والتسعينيات.
2- صندوق عبدالعزيز الفارسي الرمادي: هي مجموعة تحتفي ببطولة المكان وتقاطع الشخصيات، حيث اعتمد القاص على هذين العنصرين بصورة كبيرة في سرد الأحداث، وأدى إلى تشكل لغة بسيطة عامية في أكثر الأحيان وهو ما احتاج إليه السارد لإيصال صور وملامح شخصياته وأماكن وقوع الأحداث. ينسج الفارسي حكاياته ويحرك شخصياته من المكان "الشناصي" حيث تدور الأحداث في ذلك المسرح القروي، ويعمل على تحريك الشخصيات من موضع لآخر وهناك تتصاعد الأحداث وتتأزم. المكان الشناصي بحكاياته وشخصياته ومفردات الحكي الخاصة به، وعاداته وتقاليده يضج في مجموعة الفارسي.وبالجملة فإننا أمام حكايات شعبية معبرة عن التصاقها الحميمي بالذاكرة والمكان.
3- هاجس الماء والمرايا ليونس البوسعيدي: صدر عن دار نينوى مجموعة يونس البوسعيدي الثانية (هاجس الماء والمرايا)، وعند قراءتي للمجموعة كنتُ أبحث من خلالها عن الدهشة التي ستجعل من المجموعة أكثر تدفقا وجمالا من المجموعة السابقة. وعلى ما يبدو فإن المجموعة اختلفت كثيرا عن المجموعة السابقة من حيث المفردات التي كان يبحث عنها الشاعر ويعمل على نحتها في النصوص. لقد غابت الدهشة في أكثر نصوص المجموعة عندما ترك الشاعر المجال للمفردات التي لا يحتاجها النص الشعر في أحايين كثيرة، هذا على الأقل ما بدا لي في القراءة الأولى للمجموعة. والسؤال: هل كان الشاعر يتعمد ذلك وصولا إلى لغة أو نص يمايز السابق؟ مع العلم أن الكثيرين من الشعراء يتعمدون الغوص في المفردات "المنحوتة" التي ربما ترهق النص الشعري بحجة الغموض والمغايرة. لم أستطع في بعض الأحيان التواصل مع النص إلى آخره فشكّلت المجموعة لدي هاجسا ربما ارتبطت من القراءة الأولى للعنوان... هذا رأيي وربما هناك رأي مخالف...

هناك تعليقان (2):

  1. مرحبا خالد ..

    رغم أني كررتُ قراءة رأيكَـ المهم لي عن (هاجس الماء والمرايا) وبالطبع أنا أبجل مصداقيته التي اتفقنا عليها أنا وأنتَ ، لكنني لاحظتُ تفسيركَ (للفكرة المركزة) ومحاولة تجريبي إصابة كبد المعنى بالمفردةأكثر من الأغنية ، وهي المهمة لديّ.. وفي الوقتِ نفسهِ تفهمتُ قولكَـ ( لقد غابت الدهشة في أكثر نصوص المجموعة عندما ترك الشاعر المجال للمفردات التي لا يحتاجها النص الشعر في أحايين كثيرة) وقولك ( لم أستطع في بعض الأحيان التواصل مع النص إلى آخره فشكّلت المجموعة لدي هاجسا ربما ارتبطت من القراءة الأولى للعنوان... )
    القضية هي لا بد من المكابدة والفرار من الاستنساخ.. ولا بد من الإيمان بالمعنى والأغنية ، أكثر من الأغنية و"لملمة معنى "
    هذه المكابدة و(الدسامة) هي التي جعلتني (أتقلقلُ) في المفردةِ أكثر من الأغنية .. ولكنني سأظل على عهدي معكَـ أنه لا بُد يوما أنْ نكون

    * حبيبي أنتَ يا أبا الوليد حين تدهشني برأيكَ ..
    محبك / يونس

    ردحذف
  2. الصديق العزيز يونس

    لأني أعرف أنك ستتقبل كلماتي بصدر رحب، لم أشأ أن أخفيها في صدري. أشكر لك رحابة صدرك. مع خالص مودتي.

    وربما إذا التقينا سنثرثر أكثر حول ما عندنا ...

    ردحذف