الأحد، 17 أكتوبر 2010

الكمبيوتر يتحدث بلسان صاحبه

صديقي العزيز هلال



تحية طيبة وبعد






بداية أعتذر على الرد في مدونتي والواجب أن أرد في موضوعك الذي في مدونتك ولكن أيقونة الرد لا تعمل ولعل جهازي به عطل فني .





هلال ..


إن ما يواجهه العالم اليوم من فتن على الصعيدين العالمي والعربي لهي فتن تحاول هدم بناء الدين الإسلامي ، وإن الدين ليواجه كل ذلك بثبات وقوة . قد سمعنا عن فتنة الرسومات المسيئة للرسول وزوجاته عليهن رضوان الله ، وقلنا إنها فتنة مدبرة من خارج نطاق عالمنا المسلم ، لكن أن تأتي الفتنة من داخل البيت المسلم فتلك والله أعظم مصيبة ، فهي من شأنها أن تزعزع البنيان وتهدم الثقة وتفرق الجماعات . وها نحن نسمع كل يوم بفتنة يقودها أبناء هذا الدين ، سبا وشتما ولمزا . يتعدى الأمر رسولنا الكريم وأمهات المؤمنين ، ويصل إلى صحابته الكرام .





إن المقال الذي أَوْرَدْتَه وأثارَ في داخلك تساؤلات لهو مقال يتحدث بلسان صاحبه وإن أسقط تساؤلاته على الحاسب الآلي ، فالذي بَرْمَجَ أقراص السي دي هو من يطرح ما ظهر في المقال ، ولكن كل ما ينسب فهو للجهاز . إنه لمن الجبن أن يثير شخص تساؤلاته دون أن يعلنها بجرأة وثبات . هذا المقال وبكل ما ورد فيه هو تشكيك في نزاهة صحابي جليل وإن تهرب كاتبه وقال إنه ليس تشكيكا ، فما معنى أن نثير الزوابع في الأحاديث التي رواها أبو هريرة أو من خالفه أو السنوات التي قضاها وعدد الأحاديث التي رواها بقية الصحابة .



ألا تُعرَّف السنة النبوية بأنها ( كل قول أو فعل أو تقرير ورد عن الرسول ) فكم قولا أو فعلا أو تقريرا يستطيع من جالس الرسول أن يحصي من أفعاله الكريمة ، ثم كيف يقرر الكاتب وعلى لسان الكمبيوتر أن عدد الأحاديث في اليوم خمسة أحاديث !! من جعله يصل لذلك العدد إلا المشككون الذين يريدون نخر جسد الأمة . ثم إن صحابة رسول الله كانوا يحصون حركات الرسول وسكناته حتى لا يفوتون شيئا .



أبو هريرة رضي الله عنه من الصحابة الذين صحبوا الرسول وحفظوا سنته ونقلوها للناس . دعا له الرسول وحثا له بيده في ردائه وقال له ( ضم رداءك عليك ) قال أبو هريرة فضممته فوالله ما نسيت بعدها حرفا واحدا . ( رواه البخاري ) ، وهو الذي يروي عن الرسول : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، فليتبوأ مقعده من النار " , ويروي أيضا " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " ( رواه مسلم ) . إن التساؤلات التي أثيرت لهي تُهَمٌ صريحةٌ بالكذب على الرسول في حق صحابي نقل سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فكيف يروي أحد هذين الحديثين ويكذب على الرسول . أما مسألة الاختلاف في الروايات مع بقية الصحابة والسيدة عائشة فذلك موجود في السنة لا سيما أن الإسلام مر بفترات تحولٍ تحولت معه الفتوى ، منها ما ذكر في المقال ( من أصبح جنبا فلا صيام له ) ، فذهب أهل العلم إلى ما كان من تحريم الجماع في ليال الصوم حتى نزلت الآية " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ) فنسخ الحكم السابق بحكم جديد وعليه ورد في الحديث أن الرسول يصبح جنبا فيغتسل ويكمل صومه . أما مسألة عزله من الولاية فهذا أمر وارد في تاريخ الإسلام أَمَا عزلَ عمرٌ خالداً بن الوليد عن قيادة الجيش وأوعز به إلى أبي عبيدة . إن ما يدور حول هذا الصحابي لهو سهم يفت عضد الدين وأرى أن وراءه طوائف وفرق تحب أن توغل في دماء الأمة وهذا ما أجده هنا من ربط بين بني أمية وولاية أبي هريرة لهم وبين أحاديث الرسول التي نقلها .



وإن كان صاحب المقال يطالب الأزهر بالتدخل ، فأنا أطالب من لا يعرف بالدين أن لا يهرف فيه وأن يجعل الأمر لذوي الاختصاص وأن لا يحكم أمورا غير ثابتة في ما جاء به صحابتنا الكرام . ورضي الله عن أبي هريرة الذي قال فيه الرسول " اللهم حبب عُبَيْدكَ هذا وأمه إلى عبادك المؤمنين ، وحبب إليهم المؤمنين " .



أبو هريرة مثلما تعلمنا في صغرنا عنه ، سيظل هكذا جبلا راسخا لن تطاله ألسنة المبغضين .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق