السبت، 6 فبراير 2010

استراحة لغوية



وأنا أمر بين عالم اللغة الجميل ، أبصرت كلمتين ربما لا يلحظ القارئ الفرق بينهما ، بل ربما قد حلت الكلمة مكان الأخرى دون علم لأي مدلولات الكلمتين من قبل صاحب القول . الكلمتان وردتا في القرآن الكريم وهما : ( شرى ) و ( اشترى ) ، ومن خلال النظرة الأولى للكلمتين قد لا نلحظ ذلك الفرق الكبير بينهما ، ولكن ولأنَّ اللغة العربية بحر زاخر بالدلالات فإن قلبت صفحاتها وجدت الفرق كبيرا وخلطا بين الكلمتين . ورد في معجم المعتمد :

شرى الرجل المتاع : أخذه بثمن وباعه بثمن . واشترى الشيء : ابتاعه وملكه بيمينه . فنلحظ أن لفظ ( شرى ) بدون التاء تعني البيع ، و( اشترى ) بالتاء تعني الشراء . وعلى ذلك فسر ابن كثير قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس ) أي " باعه إخوته بثمن قليل " ، وأورد قول ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما ( باعوه بعشرين درهما ) . في المقابل هناك تعليق جميل حول الكلمتين أورده الراغب الأصفهاني في كتابه – المفردات في غريب القرآن - ، يقول في مفردة شرى : ( الشراء والبيع متلازمان فالمشتري دافع الثمن وأخذ المثمن ، والبائع دافع المثمن وآخذ الثمن ، هذا إذا كانت المبايعة والمشاراة بناض وسلعة . فأما إذا كانت بيع سلعة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما مشتريا وبائعا ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما في موضع الآخر . وشريت بمعنى بعت أكثر وابتعت بمعنى اشتريت أكثر . )



سبحان الله ما أجمل لغتنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق