الخميس، 15 أغسطس 2013

أحسن الله عزاءكِ يا مصر...


ها هي مصرُ تعيش يوما حزينا لن تنساه ذاكرة التاريخ المصري الحديث. الجيشُ المصري الذي أعدّهُ المصريون للدفاع عن أرضهم وحدودهم وأنفسهم لا يصوّبُ طلقاته النارية باتجاه العدو، بل يستخدم كل سلاحٍ يدخره ليضرب به ابن بلده!!

أكثر من ألفي قتيل في ميداني رابعة والنهضة، ووزير الداخلية لم يرَ إلا 149 قتيلا فقط، وأسلحة متنوعة (عبارة عن مصاحف)..

لا أريد أن أتكلم عن المذبحة فقد تناولتها وسائل الإعلام كثيرا، وتناولتها وسائل التواصل الاجتماعي بصورة أكبر، ما يدهشني مما حدث لإخواننا في مصر، أن من بيننا من أبناء الإسلام من لم يعد يشعر أن المسلمين كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر. هذا المعنى الذي صوره لنا الحبيب المصطفى والذي تعلمناه منذ نعومة أظافرنا في مدارسنا.

فنجد الكثيرين وبسبب خلافهم مع جماعة الإخوان عاشوا لحظات من الفرحة والنصر، ولم يعيروا أي اهتمام بالجثث المسلمة التي تناثرت هنا وهناك، هذه الجثث التي سقطت وهي تحمل بين جنبيها كتاب الله وسنة رسوله.

هل هذا هو النصر الذي يبحث عنه أولئك الناس، وهل لخلاف بين الإخوان وبينه يفرح الإنسان لمقتل أخيه المسلم الذي لم يرتكب أي جرم سوى مطالبته بالشرعية.

يقول الحبيب المصطفى: (من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا). أي لا نافلة ولا فريضة. ويقول الحبيب أيضا: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق).

أيها المسلم: يا من فرحت بموت اخيك المسلم، لا تجعل خلافك ينسيك الحق، فهذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد معركة الجمل يتفقد القتلى فيجد طلحة بن عبيدالله (وكان في الطرف الآخر ضد علي)، فينزل وينفض عنه التراب ويقول: (عزيز علي أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء أبا محمد). وبكى قال: (وددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة). وعندما جاءه ابن جرموز يبشره بقتل الزبير بن العوام، قال: (بشر قاتل ابن صفية بالنار).

كل ذلك والخلافات التي وقعت لم تنسهم فضل بعضهم لبعض، ولم تدخل الكراهية بينهم أبدا كما أشيع. فليعتبر كثير من مسلمي هذه الأيام الذين لا يرون الحق إلا عندهم ومن خالفهم فهو خارج دائرة الإيمان.....

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق