السبت، 4 فبراير 2012

إِطْلالَـــةٌ


لا أُرِيدُ أَنْ أُغْمِضَ عَيْنَيَّ هَذا اليومَ، فَمُنْذُ أبْصَرَتَا النُّورَ هذا الصَّبَاحَ رَفْرَفَ النَّومُ بَعِيداً عَنْهُما. إِنَّهُما أَكْثَرُ تَعَلُّقاً بِاليَقَظَةِ مِنْ أَيِّ يَوْمٍ آخَر، وَأَنَا فِيْ دَاخِلِيْ لا أُرِيدُ لَهُمَا أَنْ يَنَامَا، فَأَكْثَرُ مَا يُقَدِّمُهُ النَّوْمُ خَيَالاتٍ تَتَحَرَّكُ أَمَامَهُمَا، أَمَّا أَنَا فَسَأَدَعُهُمَا يَرَيَانِ الحَيَاةَ، الابْتِسَامَةَ، الحُبَّ، الأَمَلَ وَالتَّفَاؤُلَ.


كَثِيرَاً مَا كَانَتْ تُحَلِّقُ الطُّيُورُ فِيْ الصَّبَاحِ، وَأَنَا أَسْتَمِعُ إِلَى أُغْنِيَاتِهَا الرَّائِعَةِ، أَمَّا اليَوْمَ فَقَدْ جَلَسَتِ الطُّيُورُ تَسْتَمِعُ إِلَى أُغْنِيَاتِيْ وَأَلْحَانِيْ عَلَى سُلَّمِ الصَّبَاحِ الدَّافِيِء.


الفَجْرُ كانَ مُخْتَلِفَاً هَذَا اليَوْمَ، تَعَرَّفَ إِلَيَّ بِسُرْعَةٍ وَأَطْلَقَ لِنَفْسِهِ العَنَانَ فِيْ مُحَاوَرَتِيْ. بِشَارَاتُ الفَجْرِ كَانَتْ صَادِقَةً، انْطَلَقَتْ مَعَها الدُّمُوعُ وَالابْتِسَامَاتُ.


(هَذَا تَأْوِيْلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ، قَدْ جَعَلَهَا رَبِّيْ حَقَّاً)... فَلِلَّهِ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ.


لا يُوْجَدُ مِثْلِيْ عَاشِقٌ لِمَنْ يُحِبُّ، أَمَّا هَذَا الصَّبَاحُ فَالعِشْقُ مُخْتَلِفٌ، وَالحُبُّ مُخْتَلِفٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ مُخْتَلِفٌ. كَمِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَكْتُبَ قَصِيْدَةَ حُبٍّ فِيْ عَيْنَيْهَا وَلَكِنْ كَيْفَ أَضُمُّ قَصِيْدَةً وَدِيْوَانُهَا الجَمِيْلُ مُمْتَلِئٌ بِالشِّعْرِ وَبِالزُّهُوْرِ!!... سَأَصْمُتُ وَأَكْتَفِيْ بِنِدَاءِ العُيُونِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق