الاثنين، 7 فبراير 2011

ثورة الفيسبوك


كنتُ في مطارِ جدّة الدولي في الخامس والعشرين من يناير. كنت أتابعُ أخبارَ الثورةِ التونسيةِ. قائدُ الجيش التونسي يقول: "الجيش حامي البلاد والعباد".  لم أكنْ أتوقع أن تندلع في هذا اليوم ثورة كبرى في أم الدنيا عن طريق الفيسبوك. 

يبدو أن الفيسبوك استطاع أن يقوم بثورته الكبرى، ليس في عالم الشبكة العنكبوتية فقط، بل اتسع ليشمل العالم الفسيح. الموقع الذي أنشأه مراهقٌ أصبح يخططُ ويدير العالم. أصبح اللسان الذي يعبّرُ بما لمْ يقدر أن يعبّر عنه الناسُ. كنت أفكرُ في وقت سابقٍ أن هذا الموقعَ كغيره من المواقعِ التي لا طائل منها إلا هدْر الوقت وضياعه، أما الآن فيبدو أن النظرة قد تغيرتْ، وتغيرت كثيرا.


ثورة شباب الفيسبوك في مصر، كشفتْ جوانب عديدة في الشارع المصري، كشفت النهاية التي تصلها الحياة، فلا شيء باق، أممٌ تسقطُ، ملوكٌ تركوا عروشَهم، المكان هو ما يبقى شاهدا على المرجعية التاريخية.

هذه الثورة كشفت هشاشة الإبداع المصري في الفن، كم كان المخرجون والفنانون ينقلون تلك الصورة البيضاء للنظام في مصر، وهم في ذاتهم يدركون الحقيقة التي يرفضونها، فما إن بدأت الثورة حتى بدا أولئك الفنانون في طوابير الثورة بعضهم خلف الحزب الفلاني وبعضهم خلف المعارِض الفلاني، وبعضهم يؤيد فلان، وبعضهم يصرخ في وجه فلان، وبعضهم يَبْكي ويُبكي الجماهير، أليسوا هم من كانوا يلوِّنون الصورة ويحرجونها لنا.

أحببنا مصر.. سافرتُ هناك، وكنت على موعد للسفر إليها في هذا الوقت ، لكن الموعد ذهب أدراج الرياح. ما يحدث هناك يشوه هذا الجمال المصري الذي عشقناه طويلا . كم اتمنى أن يعود الهدوء والجمال والضوء لهذه البلد، ويحب بعضهم بعضا عوضا عن التناحر والتقاتل في سبيل تشويهها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق