الثلاثاء، 4 فبراير 2014

ذاكــ(1)ـرة: قلق الطيران..




بسقوط الطائرة التابعة لشرطة طيران الخليج بتاريخ 23/8/2000م في مياه مملكة البحرين عرفتُ السبب الرئيس الذي لأجله كان لاعب المنتخب الهولندي دينيس بركامب يخاف ركوب الطائرات ويكتفي بقيادة سيارته في التنقل بين الدول للعب مبارياته الأوربية.

وفي حقيقة الأمر لم أكن أدرك تلك المخاوف جيدا إلا عند سفري إلى دولة الكويت عام 2001 على متن طائرة تابعة لشركة طيران الخليج!! حاولت كثيرا إخفاء قلقي فتشاغلت بقراءة الجريدة إلا أن صفحات الجريدة أبت إلا أن تهتز في يدي، كنتُ لا أكلم من بجواري في محاولة للاختلاء بالنفس ورفع معنوياتي. ولكن ما زاد من مخاوفي أكثر كلمة نطق بها من بجواري عندما قال: "هنا وقعت طائرة طيران الخليج".

لم أستطع أن أخفي قلقي أكثر وبدأت مخاوفي تزاد، ولو طالت الرحلة قليلا لصرخت بأعلى صوتي "أنزلوني". لم تغب تلك المخاوف في العودة من الكويت لا سيما مع وجود المطبات الهوائية الشديدة والأمطار، والتي أعلن معها قائد الطائرة بربط الأحزمة والاعتذار عن تقديم الوجبة لوجود مطبات هوائية شديدة...

الخوف من رحلات الطائرات ظل طويلا يرافقني في رحلاتي، ولكن لا تزال كلمة قالها الشاعر نوري الجراح ونحن في إيران أثناء المشاركة في المهرجان الشعري العالمي عام 2010م، قال كلمة عن هذه الأجواء، "الطائرات ما هي إلا طائر أعمى يطير بنا... ولكن الله هو الحافظ الذي يحفظنا".

في رحلة إيران تلك ازداد قلقي كثيرا تجاه الطائرات المحلقة، فالمسافة من مطار البحرين الدولي إلى طهران رغم قصرها إلا أنها لم تخلُ من المطبات الهوائية، الأمر الذي ألجأني إلى الاستغفار وقراءة شيء من القرآن، وعزوفي عن تناول وجبة الطعام المقدمة من الطاقم، (أصلا مين ليه نفس ياكل أو يشرب)، ومع ذلك ازداد تعجبي من ذلك الخليجي أمامي كيف يحضنه النوم طيلة الرحلة والطائرة تهتز بنا بين السماء والأرض!! ولم يقطع نومه وشخيره إلا تهديد الطاقم له بضرورة ربط الأحزمة لاستعدادنا للهبوط..

أما في الجزائر فإن قائد الطائرة أنزل الطائرة بسرعة خلتُ أنها لن تتوقف إلا خارج مدرج المطار حتى نصل إلى المدينة، وما إن توقفتْ حتى أحسستُ أن الروح عادت لي مجددا..

هذا القلق توقعت أن يكون حاضرا في رحلتي الأخيرة إلى جزيرة كيش الإيرانية الأسبوع الماضي، لعلمي أن الطائرات التابعة لشركة الطيران (كيش) ليست بالطائرات الكبيرة، فكان استعدادي مبكرا لما سينتظرني ولكن ولله الحمد هذه المرة لم تواجهني أي مطبات قد تعكر مسار الرحلة..

قلق الطائرات أو الخوف من ركوب الطائرات  أحال لاعبا كبيرا كبيركامب إلى الاعتزال الدولي مبكرا، وجعل الكثيرين يقللون من رحلاتهم الجوية والاكتفاء بالرحلات القصيرة بالسيارة.. فإلى أي حد يحرمنا الخوف من التحدي والمواجهة؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق