يكثر الحديث هذه الأيام عن نهاية العالم في 21/12/2012، وهذا الحديث له مرجعياته التي يستمدُ منها، وثقافة نابعة من الغرب، وبعيدة كل البعد عن اعتقاداتنا وإيماننا بالله تعالى. مردُّ هذه الشائعة كما يفصل فيها كثيرٌ من المتتبعين إلى حضارة المايا التاريخية بالمكسيك، التي تشير نقوشها إلى نهاية العالم في هذا التاريخ. وقد قام الغرب بتأصيل هذه الفكرة وبلورتها من خلال الفيلم السينمائي (2012) والذي رصدوا من خلاله كل مظاهر نهاية هذا العالم...
هل ينتهي العالم في هذا التاريخ؟!
وهل سيصطدم بالأرض كوكب أو نيزك -كما يقولون- يغيّر نظام الكون بأكمله؟!
وهل سنصحو غدا لنجد مظاهر الأرض تغيَّرت؟!
إنها أفكار لا تمت إلى ديننا الإسلامي بأية صلة؛ فالمسلم يؤمن كل الإيمان بالله ورسله، وما جاء به القرآن ينفي ادعاء علم الغيب للبشر، قال تعالى: (إن الله عنده علم الساعة)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عندما سأله عن الساعة: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)، فكيف يدعي البشر انتهاء الكون في تاريخ محدد وقد أخفاها الله سبحانه عن رسوله الكريم...
ولقد قرأتُ مقالا جميلا لأحد المهتمين في الدراسات التاريخية يتحدث عن حضارة المايا، ويرى في ذلك أن ما جاءت به هذه الحضارة هو "تقويمها" الممتد تاريخيا وينتهي في تاريخ 21/12/2012 ثم تبدأ دورة جديدة للتقويم الجديد، يعني مثلما ينتهي تقويمنا السنوي ونبدأ تقويما جديدا لسنة جديدة، هو ذا تقويم حضارة المايا.
سبحان الله كيف دخلت هذه الفكرة إلى عقول كثير من الناس، فتكلموا عن نهاية العالم قبل خمس سنوات تقريبا من الآن. وكيف أصَّلتْ كثيرٌ من المواقع والقنوات لمثل هذه الشائعات.. وتناسوا أن لا أحد يعلم الغيب إلا الله سبحانه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق