شاركتُ صباح الأمس في الإضاءات التي أقامتها
وزارة التراث والثقافة على هامش فعاليات مهرجان الشعر العماني الثامن المقام حاليا
في ولاية صحار، وقدمتُ إضاءة فكرية في مسيرة الشاعر الراحل علي بن شنين الكحالي
(1963-1996م)، وللذين لا يعرفون الشاعر فهو احد شعراء ولاية صحار، برز شاعراً ومهتما
بالنشاط الأدبي بداية التسعينيات إثر صدور ديوانه الأول "ثلاثيات الكحالي
1991م"، وديوان شعر للأطفال بعنوان "أنشد معي 1991م". شارك الكحالي
في العديد من الفعاليات والمسابقات الأدبية في السلطنة وحصل على عدد من الجوائز والتكريم. رحل شاعرنا إثر حادث أليم هز ولاية صحار عام 1996م، وفقدت السلطنة شاعرا مبدعا متأقلا فارق الدنيا في ريعان شبابه.
رحل الكحالي -وهذه حال الدنيا- لكنه خلَّفَ لنا أعمالا لم تر النور بعد. لقد هيّأَ أعماله الشعرية والنثرية للنشر ولكن يد المنون أسبق إلى اختطافه قبل اكتمال أي من مشاريعه. لقد كُتِبَ لي -بحكم إعدادي هذه الإضاءة- أن أطلع على عدد من أعمال الشاعر الراحل المطبوع منها والمخطوط، لقد اطلعتُ على أعماله الشعرية والتي منها: : "ثلاثيات الكحالي" ودواوينه المخطوطة وهي: "لحون مبتدئة" و"عزف منفرد" وديوان آخر لم يعنون له الشاعر بعنوان بعد. واطلعت على دواوينه الشعرية للأطفال وهي: "أنشد معي" والمخطوطة وهي "ينابيع الحياة" و"أجمل الأيام" و"زهور المحبة". وهذه الدواوين الأربعة تجعل من الشاعر من المهتمين البارزين في مجال شعر الطفل في الساحة الثقافية العمانية. واطلعت على بعض الأعمال النثرية ومنها كتاب مخطوط بعنوان "من أعلام صحار" وكتاب "مقالات قصيرة". كما توجد للشاعر بعض الكتب المخطوطة الأخرى لم تصلني بعد.
يظهر من هذا العرض الموجز لأعمال الكحالي، أنه كان ذا همة ونشاط، يكثف جهده في خدمة الثقافة والشعر والأدب. ولقد أوصى الكحالي بجميع كتبه بعد رحيله إلى مكتبة مسجد بلده وهي بادرة جيدة تتمثل في حب الثقافة والقراءة والاطلاع.
ستة عشر عاما على رحيل هذا الكاتب الذي أعطى الساحة العمانية وقته وجهده ولا تزال اعماله حبيسة الأدراج وقيد الملفات ورهن النسيان. ستة عشر عاما وأعماله تنتظر من يقدمها للقارئ وللمكتبة العمانية وهي تعرف بالشاعر الكبير. هذه دعوة صادقة لجميع مؤسساتنا الثقافية الحكومية والخاصة لتتبع هذه الأعمال وإخراجها في مؤلف يليق باسم علي بن شنين الكحالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق