تقول الروايةُ: إنَّ أبا نواس الشاعر العباسي رأى "جنان"
فاستحلاها، وقال فيها أشعاراً كثيرةً، ولما عزمت على الحج، عزم على الحج وقال:
(أما والله، لا يفوتني المسير معها والحج عامي هذا...)، فسبقها إلى الخروج بعد أن
علم أنها خارجةٌ. وقال من شهد حجه ذلك: (وقد أحرم، فلما جنّه الليل جعل يلبي بشعرٍ
ويحدو به ويُطرِّب، فغنّى به كل من سمعه، وهو قوله:
إلهنا ما أعدلكْ:: مليكُ كلِ مَنْ ملكْ
لبيك قد لبيتُ لكْ:: لبيكَ إنّ الحمد لكْ
والملك لا شريكَ لكْ:: والليل لما أن حلّكْ
والسابحاتِ في الفلكْ:: على مجاري
المُنْسَلَكْ
ما خاب عبدٌ أمَّلَكْ:: أنتَ له حيثُ سلَكْ
لولاكَ يا ربِّ هلكْ:: كلُّ نبيٍ ومَلَكْ
وكلُّ مَنْ أهلَّ لك:: سبَّحَ أو لبّى
فَلَكْ
يا مخطئاً ما أغفلكْ:: عجِّلْ وبادرْ
أجلَكْ
واختم بخيرٍ عمَلَكْ:: لبيكَ إنَّ الملكَ
لكْ
والحمد والنعمةَ لكْ:: والعزَّ لا شريكَ
لكْ
وردت الرواية أعلاه في كتاب الأغاني لأبي الفرج أصفهاني 20/ص17، تحقيق إحسان عباس وآخرون، دار صادر بيروت، 2002م. وقد أورد ابن كثير الأبيات السابقة دون أن يذكر رواية الخبر فقال: (وذكروا أن أبا نواس لما أراد الإحرام بالحج قال...) وذكر الأبيات السابقة. انظر البداية والنهاية ج14/ص79 تحقيق الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي، 1989م.
ردحذف