ذكر ابن القيم –رحمه الله- في كتابه روضة المحبين ونزهة
المشتاقين(1):
أنه اجتمعت للحب ستون اسما، قام باستعراض خمسين اسما منها وتفصيل معانيها. ومن هذه الأسماء (العشق) الذي يقول عنه: "وأما العشقُ فهو أمرُّ هذه الأسماء وأخبثها، وقلَّ ما ولعت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه بهذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم، وإنما أولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد(2).
وبعد فقد استعملوه في كلامهم، قال الشاعر:
أنه اجتمعت للحب ستون اسما، قام باستعراض خمسين اسما منها وتفصيل معانيها. ومن هذه الأسماء (العشق) الذي يقول عنه: "وأما العشقُ فهو أمرُّ هذه الأسماء وأخبثها، وقلَّ ما ولعت به العرب، وكأنهم ستروا اسمه وكنوا عنه بهذه الأسماء فلم يكادوا يفصحوا به، ولا تكاد تجده في شعرهم القديم، وإنما أولع به المتأخرون، ولم يقع هذا اللفظ في القرآن ولا في السنة إلا في حديث سويد بن سعيد(2).
وبعد فقد استعملوه في كلامهم، قال الشاعر:
وماذا عسى الواشون أن يتحدثوا // سوى أن يقولوا إنني لكِ
عاشقُ
نعم صدق الواشون أنتِ حبيبةٌ // إليَّ وإن لم تصفُ منكِ
الخلائقُ
وقد اختلف الناس هل يطلق هذا الاسم في حق الله تعالى؟
فقالت طائفة من الصوفية: لا بأس بإطلاقه، وذكروا فيه أثرا لا يثبتُ، وفيه: فإذا
فعل ذلك عشقني وعشقته، وقال جمهور الناس: لا يطلق ذلك في حقه سبحانه وتعالى، فلا
يقال إنه يعشق، ولا يقال عشقه عبده، ثم اختلفوا في سبب المنع على ثلاثة أقوال،
أحدها: عدم التوقيف بخلاف المحبة. الثاني: أن العشق إفراط المحبة، ولا يمكن ذلك في
حق الرب تعالى، فإن الله تعالى لا يوصف بالإفراط في الشيء، ولا يبلغ عبده ما
يستحقه من حبه فضلا أن يقال أفرط في حبه. الثالث: أنه مأخوذ من التغير كما يقال
للشجرة المذكورة العاشقة، ولا يطلق ذلك على الله سبحانه وتعالى".(3)
(1)
ابن قيم الجوزية، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، تحقيق:
أحمد شمس الدين، بيروت: دار الكتب العلمية.
(2)
حديث: "من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد".
المحقق
(3)
بتصرف. ص21-22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق